مسجد نور بالطويلة
مسجد نور بالطويلة
مسجد نور بالطويلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مسجد نور بالطويلة

اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» يا ترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه؟
سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:12 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» أمثال محرمة ..للأسف الشديد أغلبنا يستعملها فى حياته اليومية
سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:10 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» الفرق بين سجود المراة والرجل
سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:08 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» المسابقة الثقافية لشهر رمضان 1438هــ
سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:04 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» ميعاد مسابقة القرآن لعام 1438هــ
سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:02 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» اعلان مسابقة القرآن لعام 1438هــ
سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:01 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» كل عام أنتم بخير
سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 9:59 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» صورمسجد نور
سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Icon_minitimeالإثنين يونيو 01, 2015 5:01 pm من طرف أحمد محمد رمزى بدر الدين

» صور مسجد نور 1/6/2015
سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Icon_minitimeالإثنين يونيو 01, 2015 2:02 pm من طرف محمود حامد الزناتى


 

 سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد رمزى بدر الدين
Admin



عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 14/07/2011
العمر : 52

سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Empty
مُساهمةموضوع: سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء )   سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء ) Icon_minitimeالسبت يوليو 23, 2011 1:17 am

معاني الكلمات


حدود الله : أحكام شريعته .
يحادون : يعادون ويخالفون .
كبتوا : أذلوا وأهينوا .

انشزوا : انهضوا لتوسعوا للقادمين أو ارتفعوا من المجلس أي تنحوا.
جنة : وقاية .
استحوذ : استولى .

الأحكام الشرعية


1) الظهار حرام شرعا ... وأصل الظهار أن يقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي ، فبذلك تحرم عليه ويلزمه الكفارة .
2) كفارة الظهار واجبة على الترتيب كما جاء في الآية .
3) القول الزور والمنكر حرام شرعا .
4) من الآداب الإسلامية أن لا يتناجى اثنان أو أكثر دون واحد منهم .
5) التوسع في كل مجلس اجتمع فيه المسلمون مندوب شرعا .
6) كل واحد أحق بمكانه الذي سبق إليه ، ولا ينبغي لغيره أن يقيمه حتى يقعد مكانه ، إلا إن رأى ولي الأمر مصلحة .
7) اختلف الفقهاء في جواز القيام للوارد :



منهم من رخص في ذلك ، محتجا بحديث أبي سعيد الخدري " قوموا إلى سيدكم "
ومنهم من منع ذلك ، محتجا بحديث " من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار " .
ومنهم من فصل ، فقال : يجوز للقادم من سفر ، وللحاكم في محل ولايته ، ليكون أنفذ لحكمه ، أما اتخاذه عادة فهو من شعار العجم .
نلاحظ أن الرأي الأخير فيه تفصيل بحسب الحالة ، ولعله الأقرب إلى الصواب ، ولذلك قال ابن تيمية رحمه الله ، إذا كان عدم القيام للعوام ممن لا يعلمون الحكم سيؤدي إلى فتنة فلا بأس به .
المعنى العام للسورة



تُذَكّر السورة بوجود الله سبحانه وتعالى وتؤكد على قربه الشديد من عباده ، ورعايته لهم وعطفه السابغ على عباده المؤمنين .


كذلك تؤكد الآيات بالتجربة العملية علمه سبحانه بأحوال عباده وبتفاصيل حياتهم اليومية .
تأمل هذه الآيات ...." وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا " ... " إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " ... " وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " .... " أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ " ... " وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " ..." أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ " ... " إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " ....


وعلمه سبحانه وتعالى بما يدور في القلوب ...." وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ " ، وبما ورد في نفوس الناس حين يتناجى الآخرون أمامهم ، فأنزل آيات النجوى ، وبما دار في نفوس الصحابة في مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبما علمه جل وعلا من تأذ الرسول صلى الله عليه وسلم من كثرة الداخلين عليه ، وبما رأى من الإشفاق في نفوس المسلمين فيسر عليهم ، ثم حديثه سبحانه وتعالى عما يدور في نفوس المنافقين ، وأخيرا وصفه سبحانه وتعالى لأحوال قلوب المؤمنين .
حوار بين اثنين ، أو مناجاة تدور همسا وسط جمع من الناس لا يعلمون عنها شيئا ، أو حديث المرء ونفسه ، أو حتى مشاعر تحركت بها القلوب في صمت ، كل ذلك لم يخف عليه سبحانه وتعالى ، لم يشغله عن تلك التفاصيل الدقيقة تدبير الملكوت ، وإمساك السماوات والأرض ، سبحانه .... ذو العلم المحيط والقدرة النافذة .



يتناسب هذا المعنى الظاهر في أرجاء السورة مع الموضوع الذي تعالجه السورة ، وهو تصرف الإنسان تبعا لهواه دون خوف من رقيب .
- - -


" قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {1} الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ {2} "
الأهواء حين تتحكم في بيوت المسلمين وفي مصائر الأسر ....كثير ممن حملهم الله مسئولية القوامة يلقون بالكلمات لا يلقون لها بالا ، ثم يأبى كبرياؤهم الزائف أن يتراجعوا عما قالوا عائدين إلى الحق ، أو يريدون أن ينتهي الأمر دون تنبيه أو حتى اعتراف بالخطأ الذي وقعوا فيه .

والظهار نموذج لهذه الأحوال ... ينفي القرآن أولا صحة هذه الكلمات ... " مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ " ... وقد كان يكفي هذا النفي ، لكن الآيات تستطرد لتبين أن هذه الكلمات يرفضها العقل ويكذبها الواقع ، ولتعلمنا أيضا أن نفكر في كل ما نقول ... " إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ " ، ولا ينبغي لمسلم أن ينطق بالزور فضلا عن أن يتمسك به .


لكن ختام الآية يذكر الجميع بعفو الله ومغفرته ، فمن أخطأ فليتب ، وعلى المجتمع أن يتخلق معه بأخلاق الله .


تمضي الآيات توضح حكم الله في هذا الأمر ، وليس العقاب مقصودا لذاته ، بل ... " ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ " ... و ... " ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ " ... إن الاعتراف بالخطأ وتحمل المسئولية مما يربي النفوس ويحقق الإيمان .


" وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ " ... إيحاء بأن الرافضين لحدود الله الخارجين عنها ، كأنهم خارجين عن دين الله .


" إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ " .... إن الذين يأخذون مكانا في مواجهة الله ورسوله إنما يكتبون مصيرهم في الدنيا مع الأذلاء كمن سبقوهم ، والآيات في ذلك بينة أنزلها الله كي لا يدعي أحد أنه حوسب على ما لم يعلم ، ولا جزاء لهذا التبجح على حدود الله إلا المهانة في الآخرة ..." وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ " .


والآية تلقي في القلب الرهبة حين تذكره بذنوب نسيها قد أحصاها الله عليه .... " يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ..... أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ..... وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " ...

وتأتي الآية التالية لترسم صورة حية من هذا الشهود الإلهي على العباد ، فتبدأ بتقرير علم الله المحيط بكل ما في السماوات وما في الأرض ... " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ " ...
عليم سبحانه وتعالى بما يدور في عقول خمسة مليارات من البشر على وجه الأرض ، يرعاهم ويدبير أحوالهم وأرزاقهم .
عليم سبحانه بأحوال الملايين من الملائكة في السماوات والأرض .
عليم سبحانه بأحوال الكائنات الراقدة في أعماق المحيطات على بعد آلاف الأميال و يهديها وسط الظلمات .
عليم سبحانه بطائر سابح في السماء يهديه في هجرته من أقصى الأرض إلى أقصاها .
عليم سبحانه بحبات نابتة في سواد الأرض ، متى تنبت وكم ، وفي جوف من سوف تقع .



عليم سبحانه بمواقع النجوم والكواكب وأحوالها في فضاء الكون الفسيح ..... هذه عناوين رئيسية تحتها ملايين التفصيلات ، يعلمها سبحانه وتعالى في نفس اللحظة لا يشغله شيء عن شيء .


ثم تذكر الآية حالة من حالات هذا العلم والشهود الإلهي ، حالة لا تخلوا منها حياتنا اليومية .... " مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا " ... لتترك القلب مترددا بين الأنس بالله والخشية منه ، حين يستشعر مراقبة الله له على كل أحواله ، وتبالغ الآية في التأكيد على ذلك ، لا تستثني شيئا ... " هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا " ...



ولا يتوقف الأمر عند هذا الشهود ، بل إن للأمر ما بعده من ثواب أو عقاب .... " ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ... وتختم الآية بما بدأت به ، من التأكيد على علم الله ... " إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " .


تتنوع الأساليب مؤكدة على علم الله المحيط وشهوده على كل شيء ، لتستقر هذه الحقيقة في القلوب ، ولينتبه لها أصحاب الأهواء الذين يتصرفون تبعا لهواهم ، غير مكترثين بما قد يصيب المجتمع حولهم من ضرر ، وقد جاءهم النصح من قبل فلم يقبلوه ... " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ " ... ويحاولون أن يلبسوا أعمالهم السيئة ثوبا حسنا ظانين أن لن ينتبه لذلك أحد ، لكن القرآن ينطق بما يفعلونه ... " وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ " ...
ويبالغ في ذلك فينطق بما يحدثون به أنفسهم ... " وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ " ... في مزيد من التأكيد على هذا الشهود الإلهي ، كي ينتبه من غرهم الهوى فاتبعوه .
ويرد القرآن على هؤلاء المعاندين ، يبشرهم بسوء المصير جزاء استهتارهم بأمن المجتمع ، وإثارتهم للفتن ..... " حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ " .


- - -

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ " تتوجه الآيات بعد ذلك بالحديث إلى المؤمنين محذرة إياهم من الوقوع في هذا الفعل ( التناجي ) ، الذي قد يثير البلبلة بين صفوف المسلمين ، فإذا كانت هناك قضية عامة أو خاصة فلا يصح أن يتناولها البعض بالنقاش دون الباقين ، أو أن يخوض فيها البعض بغير علم ، لأن ذلك مما يثير البلبلة في صفوف الجماعة ويؤثر على وحدة الصف ، فربما وقع في نفوس البعض أن النقاش في المجموعة الأخرى يقصدهم بسوء ، وهذا أمر وارد مع اختلاف النفوس ، ووجود من يثيرون الفتن ... " إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا " . لكن وعد الله يأتي ليطمئن به عباده المؤمنين .... " وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا "... ثم يقلقنا هذا الاستثناء ... " إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ".... ليأتينا التوضيح في ختام الآية .... " وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " ... ما معنى ذلك ؟

عالَم الحق لا يعرف الوساطة ولا المحسوبية ، والمؤمنون لا يستحقون الحماية لمجرد أنهم يحملون هذا الاسم ، لابد من أسباب قدموها في سبيل حماية أنفسهم أولا ــ من هذه الأسباب ، الالتزام بالآية السابقة ــ ، ثم توكلوا على الله ، حين ذلك يستحقون أن يؤتيهم الله ما وعدهم .لابد أن نقول هنا ، أن فعل الخير لا يحتاج إلى التناجي ـ على الأقل في معظم الأحوال ـ ، لكن القرآن يلفت النظر إلى أمر هام ، أنه لابد للمسلم أن يحرص على قول الخير وفعله في كل مجلس سرا كان أو علانية ، وليحذر شهود الله عليه .
- - -
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "
بعض الناس يضيقون باللاحقين لهم في المجلس ، ويتذمرون من ضيق المكان ، وتتحرك الأنانية في القلوب لترفض تحمل المتأخرين ، مثلا ربما يضيق أهل السيارة أحيانا برجل يحملونه معهم ، فيظل واقفا على الطريق ، وربما له عذر .... لكن القرآن يعد من يفسح لأخيه في هذا المكان البسيط بما هو أعظم ، فسحة من الله وسعة .
وبعض الناس قد تستهويه الصدارة وحب الظهور ، وأن يتحدث في كل أمر حتى وإن كان خارج حدود علمه ، فإذا طُلب منه أن يتنحى قليلا لمن هو أعلم منه ، تحركت بالهوى نفسه ، وربما أصغى لمن يثيرون الفتن .
والقرآن يعد من تنحى لأخيه قليلا ، استجابة لمصلحة ما ، أو طاعة لولي الأمر ، برفعة في المقام والدرجات .
ونحن نلاحظ أن القرآن لا يلقي بالأحكام هكذا في أسلوب جاف ، لم يأمر بالتوسع والتنحي وفقط ، بل إنه يربط التشريع أو الحكم بالعقيدة أو بالإيمان بالله ، كي يسارع إلى تنفيذ الأمر من هو أصدق عاطفة نحو الله وأقوى إيمانا ، وهذا أمر ملاحظ في جميع التشريعات القرآنية .
والقرآن يرغب في ذلك حتى توجد الفسحة في النفوس قبل أن توجد في المكان .
وهذه قاعدة هامة لمن أراد علو المقام عند الله عز وجل .... ، أن يسارع إلى تنمية إيمانه ، وتهذيب عقله .... " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "
- - -
تنتقل السورة بعد ذلك إلى تنظيم هذه العاطفة البشرية ، فالمسلمون يحبون نبيهم أشد الحب ، والطبيعة البشرية تحب الكمال حيث كان ، ويسعدها الالتفاف حوله والحديث إليه ، لكن البعض قد يسرف في هذا الأمر لمجرد المباهاة أنه جلس إلى فلان أو تحدث إلى آخر ، فإن كان من الآداب أن يحترم الأفراد أوقات بعضهم ، فمن باب أولى أن نحترم وقت القائد ونقدر مهمته ، لا أن نستهلك من وقته وجهده في غير فائدة .
لذلك نزلت الآية تحدد هذه العلاقة وتقننها ، فلابد من حدوث التوازن بين الأمرين ، فإن كان الواجب على الأنبياء والقادة والعلماء أن لا يغلقوا أبوابهم دون الناس ، فإن على المجتمع أن لا يسرف في استغلال هذا الحق .... حتى إذا وعى المجتمع هذا الأمر نزل التخفيف من الله .
ونحن نرى في هذا التشريع قاعدة مهمة .... فالتشريع كان صدقة تعطى للفقراء قبل مناجاة الرسول ، ليس له صلى الله عليه وسلم استفادة أبدا من هذا القانون ، مع أنه هو الذي سوف يبذل الجهد ....؟؟؟
إن القوانين لابد أن يراعى فيها مصلحة المجتمع لا مصلحة الفرد ،،،، هذا دين الله ..!!
- - -
الآية 14 وما بعدها



الخلاصة أننا أمام فريقين لا ثالث لهما ، حزب الله ، وحزب الشيطان ..." أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ " ... هؤلاء قوم ليس لهم دليل عقلي ولا حتى شبهة عقلية تبرر لهم ما فعلوه ، لا دافع لهم إلا اتباع الهوى ، وتقديم المصلحة الدنيوية على كل شيء ، هذا هو انتمائهم الحقيقي ، يعبدون الأموال والمكانة الاجتماعية ، لذلك لا يجدون حرجا في موالاة حزب الشيطان ...
وكأن الآية تضعهم كفريق ثالث بين الاثنين ... هذا في الدنيا فقط ، ذلك أن أهل الكفر لا يثقون بهؤلاء الذين يتلونون ويتبدلون كيفما تتطلب المصلحة ... " مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء " لكنهم في ميزان الله حزب واحد وطائفة واحدة مهما تعددت مذاهبهم ، سائرون إلى نفس المصير والعياذ بالله .




" ... وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {14} أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {15} اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ " حين يعبد الهوى والمصلحة ، فلا حرمة لمقدس مهما كان ، لذلك فهم لا يبالون بالأيمان الكاذبة محاولين خداع الناس وتضليلهم ، وإظهار البراءة في كل فعل حتى وإن كان أثره سلبا على الجماعة المسلمة .... " فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ " .... والله يعدهم بالعذاب الشديد والمهانة يوم القيامة جزاء إفسادهم في المجتمع وجرأتهم على الله .


" لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " .
ترى ، هل أغنت عنا ، أو نفعتنا تلك الأشياء التي شغلتنا عن الحق ؟


" يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ " ... فلينتبه كل إنسان إلى أفعاله في الحياة ، لأنه لا مجال لتغييرها يوم القيامة ، وسوف يؤديها يوم القيامة بالرغم منه ... " وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ " ،،،، ولنحاول أن نقيم ميزان الحق في أنفسنا قبل أن يقام علينا .


" اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ " ...
هذه هي الهوة التي يحاول الشيطان أن يستدرجنا إليها ... " فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ "... ، حين ينسى الإنسان ربه ، أو لا يدرك عظمة الله ، فيتعاظم في نفسه الباطل ، يهون بعد ذلك كل شيء ، وليس المقصود ذكر اللسان فقط ، بل أنواع الأذكار القلبية والفعلية ، الغش في البيع نسيان لله ، والمجاملة في الحق نسيان لله ، والاستسلام الأعمى للقدر نسيان لله ، و ...... وهنا لابد أن ينتبه الجميع ،،،، حتى لا يكمل أحد في نفس الاتجاه ....!!!


" إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ {20} كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " ... هذا الفاصل اللفظي بين الفريقين ، هو النتيجة التي حسمت بها المعركة .
قبل أن تتحدث الآيات عن حزب الله ، تذكر بهذا القانون الإلهي ، حتى لا يكون لأحد عذر ، إذا اختار الراية المهزومة .
والتعبير في الآيتين بهذه الصيغة يفيد الاستمرارية ، فالنتيجة سارية منذ خلق الله الخلق ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، حتى في الآخرة فإن أصحاب الجنة هم الفائزون .... ليس هناك استثناءات .
وفرق بين انهزامية المسلمين وتكاسلهم ، وبين أن يهزم الإسلام ، بالطبع هي دعاية سيئة للدين ، وفساد في الأرض بسبب غياب منهج الله ، لكنك تلاحظ أن النظم الوضعية تنهار وتتهاوى ، ويبقى دين الله ظاهرا على الجميع ، يهرع إليه المضطرون ، ..... ( لا حظ الدعوة إلى دراسة الاقتصاد الإسلامي بعد الأزمة المالية ) .


الغلبة جزء من مكونات هذا الدين ، كما أن الماء جزء من مكونات الأحياء ، ولو أدرك المسلمون هذه الحقيقة لما ابتغوا النصر تحت راية أخرى أبدا .



" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .... وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ " ... هذا هو شرط الإيمان ، الواقفون تحت راية الله كلهم إخوة في الله تتلاشى بينهم كل الفوارق ، وتجمعهم رابطة الحب لله ولرسوله وللمؤمنين ، ولا يمكن لقيمة ولا لرابطة أن تعلو فوق حب الله مهما كانت . وهذا جهاد شاق للنفس حتى ترقى إلى هذه المكانة ، لذلك استحقوا تأييد الله في الدنيا .... " أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ .... وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ " ... كتبه بيمينه فلا يمكن أن يزول ، وأيدهم عز وجل ليزدادوا ثباتا ويقينا ، واستحقوا في الآخرة جنة الله ورضوانه .... " وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "...
هذه الآيات الأخيرة تحتاج منا أن نتوقف أمامها طويلا ، لنسأل أنفسنا من نحب ، ولمن ولائنا ، وما هي القيمة العليا في حياتنا ، وماذا يشغلنا أحيانا عن الحق ، وهي أسئلة تحتاج إلى إجابة عملية ، وإلى دعوات مستمرة لا تنقطع كي يرزقنا الله الإخلاص والتجرد له .


- - -
بقي أن نذكر موقف خولة بنت ثعلبة حين ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت ، وكان الظهار طلاقا في الجاهلية ، فلما أراد أن يرجع عما قال منعته من ذلك حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهنا نرى تصرف المسلم الحق ، حين يبحث عن حكم الله في كل شأن من شؤون حياته .
- - - - -
هذا والله تعالى أعلم بالصواب .
كي لا يلتبس الكلام على القارئ ، لابد أن نذكر الفرق بين الإيمان بالقدر والاستسلام بدعوى الإيمان بالقدر ... الإيمان بالقدر أن تعمل لتنال الرزق ، ثم ترضى بما قسم لك الله ، والاستسلام أن تنام مستريحا ، لأنه لن تموت نفس حتى توفى رزقها .
الإيمان بالقدر أن تحاول دفع السوء ، وفعل الخير ، ثم ترضى بما قدّر الله ، والاستسلام أن يردد أحدهم في غباء ...." وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ".
الأول عبادة لله ، والثاني عبادة للقدر .

أوليس الدعاء يدفع القدر ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة المجادلة ( المجتمع الناجح لا تحكمه الأهواء )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الفاتحة ( أم الكتاب )
» الأحكام الشرعية في سورة البقرة
» سورة الممتحنة ( الحب لله والبغض لله )
» سورة الطلاق ( عظمة هذا الدين )
» سورة التحريم ( واجب المسلم نحو أهله )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مسجد نور بالطويلة  :: الفئة الأولى :: القرآن الكريم-
انتقل الى: