الأحكام الشرعية
أولا: كيفية التطليق :
طلاق السنة : أن يطلق الرجل زوجته في طهر لم يغشاها فيه ، أو حاملا قد استبان حملها ، وأن يشهد على طلاقها ورجعتها .
طلاق البدعة : أن يطلق الرجل زوجته في غير طهرها ، أو في طهر قد تغشاها فيه .
طلاق لا سنة فيه ولا بدعة : هو طلاق الصغيرة ، والآيسة ، وقبل الدخول .
* للعلماء في الطلاق البدعي قولان : هل يقع ، أم لا ؟ .... اختار الأكثرون وقوعه .
ثانيا : أحكام العدة :
المرأة التي يعرف حيضها وطهرها ، تعتد ثلاثة قروء ، أي ثلاثة أطهار (سورة البقرة).
المرأة الصغيرة والآيسة ، أو التي يختلط عليها أمر الدم ، تعتد ثلاثة أشهر .
المرأة الحامل عدتها وضع الحمل .
المطلقة قبل الدخول ، لا عدة عليها .
ثالثا : أحكام السكنى والنفقة :
المطلقة الرجعية لها السكنى والنفقة اتفاقا .
البائن الحامل لها السكنى والنفقة اتفاقا .
المطلقة ثلاثا غير الحامل لها السكنى والنفقة ، وهو مذهب كثير من فقهاء الصحابة والتابعين .
* إذا أتت المرأة بما يضر بحق الزوج أثناء العدة، سقط حقها في السكنى .
المعنى العام للسورة
اعتنى الإسلام بشأن الأسرة والعلاقات الزوجية كثيرا ، وارتقى بهذه العلاقات إلى مستوى القداسة المتصلة بالله عز وجل ، وقد جاء ذلك كثيرا في غير هذه السورة .
و الأصل في الرابطة الزوجية هو الاستقرار والاستمرار ، لكن الإسلام دين واقعي ، يدرك طبيعة الحياة البشرية التي تثبت أن هناك حالات يصبح الاستمرار فيها عبثا ، يتجه بالأسرة كلها نحو الفشل .
والسورة تعالج هذه المشكلة بمنتهى الرحمة والشفقة ، وتبدأ منادية بالتريث والهدوء وباعثة عليه ، وتصر أن يبقى الزوجان في بيتهما ، حتى تنتهي العدة ، وتبرر ذلك قائلة " لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا " .... إن الإنسان حين يرى أمامه اقتراب النهاية ، ربما يعيد حساباته من جديد .
وتمضي السورة في تفصيل الأحكام المترتبة على هذا الفراق .
والمتأمل في السورة ، يجدها قد حشدت للأمر هذا الحشد الهائل من الترغيب والترهيب ، والتعقيب على كل حكم ، ووصل الأمر كله بقدر الله عز وجل وقدرته ، وتكرار الأمر بالتقوى ، والمعاملة بالمعروف وإيثار التسامح والتراضي والترغيب في الخير ، والتذكير بأن جزاء التقوى والامتثال لأمر الله في الدنيا ـ قبل أن يكون في الآخرة ـ توسعة في الأرزاق وتفريج للكربات وهداية في الأزمات .
" واتقوا الله ربكم " ... " وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه " ... " لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا " ... " وأقيموا الشهادة لله " ... " ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر " ... " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " ... " ويرزقه من حيث لا يحتسب " ... " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " ... " إن الله بالغ أمره " ... " قد جعل الله لكل شيء قدرا " ... " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا " ... " ذلك أمر الله أنزله إليكم " ..... " ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا "... " سيجعل الله بعد عسر يسرا " ...
هذه الآيات تشعرك بعظمة هذا الدين ورحمة الله بخلقه ورعايته لهم ، وتجعلك تشعر وكأن هذا الأمر هو الإسلام كله وهو القضية التي تفصل فيها السماء وتراقب تنفيذ الأحكام .
والحقيقة أن اهتمام الإسلام بالأسرة على هذا النحو ليس بغريب لأن الأسرة هي عماد المجتمع وهذا الدين لا يقوم بأفراد .
ثم تنتقل السورة إلى هذا التهديد العنيف ، الطويل المفصل ، لتحذر أمة شرفها الله بالوحي ، أن تجعل أمر الأسرة لغوا .
" وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا ... فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا " .. في الدنيا ، وهذا واقع لا ينكره عاقل ، والفجوة الهائلة بين النظرية والتطبيق في المجتمع الإسلامي لا تزال تزداد اتساعا .
وجزاء الله ، ليس في الدنيا فقط .... " أعد الله لهم عذابا شديدا " ... في الآخرة .
إن التفكير السليم والعقل الواعي يقودان إلى الإيمان الصادق ، وكلاهما لا يرى بديلا لتقوى الله ، والآية تهتف بهذه الحقيقة ..." فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا " .
ثم تمتن عليهم بما جاءهم من وحي الله ، وكأنها تستنكر التفريط فيه .. " قد أنزل الله إليكم ذكرا ... رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور " .
ثم هذا النداء الأخير للناس ترغيبا في الطاعة لينالوا ما عند الله ... " ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا " .
ثم يأتي هذا الإيقاع الهائل ليزيد شعور الإنسان بعظمة هذا الأمر وهو يربطه بأمر الله الذي يدبر به الكون جميعا ...
" الله الذي خلق سبع سماوات طباقا ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن ... لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما " .
إن الضمان الوحيد لتنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى ، أن يستقر في خلد الإنسان أن الله محيط بكل أموره عالم بها ، وأنه قادر في الوقت نفسه أن يأخذه بالعذاب أو يكافئه الثواب ،
وبقدر ما تستقر هذه الحقيقة في الأذهان بقدر ما تتحرك القلوب لتنفيذ أمر الله