مسجد نور بالطويلة
مسجد نور بالطويلة
مسجد نور بالطويلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مسجد نور بالطويلة

اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» يا ترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه؟
سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:12 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» أمثال محرمة ..للأسف الشديد أغلبنا يستعملها فى حياته اليومية
سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:10 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» الفرق بين سجود المراة والرجل
سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:08 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» المسابقة الثقافية لشهر رمضان 1438هــ
سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:04 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» ميعاد مسابقة القرآن لعام 1438هــ
سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:02 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» اعلان مسابقة القرآن لعام 1438هــ
سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 10:01 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» كل عام أنتم بخير
سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Icon_minitimeالجمعة مايو 26, 2017 9:59 pm من طرف محمود حامد الزناتى

» صورمسجد نور
سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Icon_minitimeالإثنين يونيو 01, 2015 5:01 pm من طرف أحمد محمد رمزى بدر الدين

» صور مسجد نور 1/6/2015
سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Icon_minitimeالإثنين يونيو 01, 2015 2:02 pm من طرف محمود حامد الزناتى


 

 سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد رمزى بدر الدين
Admin



عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 14/07/2011
العمر : 52

سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Empty
مُساهمةموضوع: سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان )   سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان ) Icon_minitimeالسبت يوليو 23, 2011 1:24 am

أسماؤها
سميت سورة تبارك الذي بيده الملك ، وسميت المانعة ، والواقية ، والمنجية ، والمناعة ، وكان ابن عباس رضي الله عنه يسميها المجادلة لأنها تجادل عن قارئها في القبر .

ما ورد في فضلها
وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه السورة ، منها ما أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن الأربعة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها ، حتى غفر له " تبارك الذي بيده الملك " .

معاني الكلمات
تبارك : تعالى عن كل ما سواه ، وكثر خيره وإنعامه .
أحسن عملا : العمل الصالح هو ماكان خالصا لله عز وجل وموافقا للسنة .
فطور : شقوق وصدوع .
كرتين : مرة بعد مرة .
خاسئا : صاغرا ذليلا ، لم ير شيئا من العيب أو الخلل .
حسير : كليل منقطع ، لم يدرك المطلوب .
تفور : تغلي .
تميز : تتقطع من شدة الغضب .
تمور : تتحرك وتضطرب .
حاصبا : ريح شديدة فيها حصباء .
لجوا : تمادوا واستمروا .
عتو : تكبر وعناد عن قبول الحق .
نفور : إعراض وتباعد عن الحق .
مكبا على وجهه : واقعا على وجهه من حين لآخر .
ذرأكم : كثركم .
زلفة : قريبا منهم .
تدعون : تطلبونه وتستعجلونه استهزاءا واستنكارا .
غورا : غائرا ذاهبا في الأرض ، لا تستطيون الوصول إليه .
معين : جار كثير سهل التناول .

المعنى العام للسورة

يطرح الحديث الوارد في فضل هذه السورة سؤالا .. لماذا تقي هذه السورة صاحبها عذاب القبر ؟

نعلم أن قوة الإيمان في القلب وطلاقة الثقة بالله عز وجل هما سبيل الوقاية من كل فتنة ، وهما السبب الذي يلقيه الله عز وجل في القلوب فيثبت به الذين آمنوا بالقول الثابت .. فما أثر هذه السورة على قوة الإيمان ؟

القرآن الكريم هو كتاب الله المقروء ، والكون هو كتاب الله المنظور .. ولقد دعا القرآن الكريم إلى التأمل في الكون وفي الخلق ، كما دعا إلى التأمل في القرآن نفسه ، وجعل من عبادة التفكر سبيلا إلى التسليم والإيمان بالله عز وجل ، وقد كانت هذه العبادة هي عبادة الأنبياء قبل البعثة ، كما كان يتحنث محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء وكما ورد عن إبراهيم عليه السلام في سورة الأنعام ... كما أن القرآن الكريم قد جعل التفكر في الخلق صفة أصيلة من صفات المؤمنين كما جاء في آخر سورة آل عمران .

وكلما ارتاد النظر آفاق الكون يدقق التأمل ، كلما وقف العقل مبهورا أمام هذه العظمة وخشع القلب أمام هذا الإعجاز ... حينها يزدادُ إيمانا ويقينا وحبا لله عز وجل ، وتهتف نفسه مع نهاية السورة ممتلئة بكل المشاعر الإنسانية والإيمانية الراقية ... ( قل هو الرحمن ... آمنا به وعليه توكلنا ) .
- - -
تبدأ السورة بهذا الثناء الجميل على الله عز وجل ، باعثة في النفس قدرا هائلا من السكينة والأمان ...
" تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ " ... تبارك وتعالى وتقدس وجل ثناؤه ... هذا هو الله عز وجل ... هذا الكمال المطلق والجمال الذي لا ينتهي ، والبركة الكثيرة الرابية ، والنعم التي لا تحصى ... الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده رءوف بهم يريد أن يرحمهم ويهديهم ويخفف عنهم ، ولا يرضى لهم الكفر ولا يحب لهم العذاب .

" وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ... مع هذا الجمال والكمال قدرة هائلة تستغرق كل شيء في الوجود .
الله عز وجل المالك القادر المهيمن ، القاهر فوق كل شيء ، المتصرف بحكمته في ملكه كيف شاء .

" الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ " ... أحد آثار طلاقة قدرته عز وجل خلق الموت والحياة ، صفتان تجريان على كل مخلوق في الوجود سواه ، حتى السماوات والأرض تموتان وتتبدلان .

وفي هذه الآيات أول دعوة للتأمل ، ليسأل كل إنسان نفسه ، ما الحكمة من وراء خلق الموت والحياة ، كل المخلوقات تقريبا تمر بهذه المراحل المعقدة من النطفة إلى التراب ... من لا شيء ، فتكون ملء السمع والبصر ، ثم تعود لا شيء ..!!
" لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا " ... هذه هي الغاية الكبرى من خلق الموت والحياة ... بل هي الغاية وراء خلق الدنيا كلها ، هذا الهدف العظيم هو السبب وراء هذا الكبد الذي خلق فيه الإنسان ... ليبلوكم أيكم أحسن عملا ... ، لينتبه الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته إلى هذه المسئولية الملقاة على عاتقه ، وإلى هذه المهمة الضخمة التي كُلف بها .
لابد له ، باذلا من الجهد ما يستطيع ، أن يجعل كل لحظة من لحظات حياته كأفضل وأحسن ما تكون .

وتأمل في هذا التعبير القرآني الذي يؤكد حب الله لخلقه ورحمته بهم ... " أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا " ،، ولم يقل أيكم أسوأ عملا ... مع أن الأسوأ مقصود أيضا وله جزاؤه ، لكن القرآن يعرض عن ذكره لافتا النظر إلى الأحسن ومعليا من شأنه ، كذلك فإن الله سبحانه وتعالى برحمته يسر طريق الهدى وفطر الناس عليه ، فالمفترض في الخلق أن يُكملوا في نفس الطريق الحسن .

وتجيء الفاصلة تؤكد هذه الرحمة الإلهية ، وتهون على الإنسان مشاعر الخوف والمشقة التي تلقيها في نفسه هذه المسئولية الضخمة ... " وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " ... فهو سبحانه وتعالى العزيز ... المعز لمن آمن به وأطاع ، وهو العزيز الذي لا يحب لخلقه المشقة ولا العنت ، وهو العزيز الذي تشتد الحاجة إليه ، يحتاجه كل شيء في كل شيء ، وهو سبحانه وتعالى الغفور ،،،، ليطمئن الإنسان أمام هذه المسئولية الضخمة بهذه اليد الهادية الرحيمة ، التي تعين من يسلك الطريق وتتجاوز عن زلاته .

تأتي الآيات بعد ذلك تُعرف بالله عز وجل ، فتستعرض صورا لهذا الملك العظيم وآثارا من هذه القدرة الهائلة ، داعية في الوقت نفسه إلى التأمل في الملك والملكوت ، إذ لا يليق بمن آمن بالله أن يكون جهولا بالكون غافلا عن قوانينه ، غير قادر على التعامل مع هذا الكون الذي سخره له الله عز وجل .

تتضمن الآيات في الوقت نفسه وصفا لهذه الحياة التي خلقها الله عز وجل وسخرها للإنسان ، فضمن له كل أساسيات حياته ، حتى يتفرغ لهذه المهمة التي من أجلها خلق ... أن يحسن عمله .
- - -

لا تحتاج السورة إلى كثير تعليق ، فهي تمس برقتها شغاف القلوب ، وتنفذ بهدوئها إلى أعماق النفس الإنسانية ، فتلوم وتستنكر وتتحدى ، وتحكي ندم المعذبين ، وتمتن أحيانا ، ولا تبالي حينا ، وتمضي بين التخويف والترغيب ، ومع ذلك لا يفارق آياتها هذا الهدوء الذي بَدَأَت به ، ولا تغادرك السكينة وأنت تردد آياتها .
" الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ {3} ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ {4} وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ..."
هنا دعوة قوية للتأمل ، إذ تستخدم الآيات أسلوب التحدي لتثير الاهتمام ، وتستحث الأنظار على التأمل والتدقيق ، وتبالغ في التحدي تسألك عما تراه من أخطاء ...!!!
لم هذا التحدي المتكرر في الآية ..؟؟

يريد القرآن من الإنسان أن يطلق بصره في السماء يتملى جمالها وزينتها ، وأن يتدبر بعقله نظامها ودقتها ، حينها يهتز قلبه مستجيبا لهذه الإيحاءات الجميلة التي يلقيها هذا النسق البديع في النفس الإنسانية ... وحين يدرك الكمال والجمال في المخلوق ، يدرك جمال الخالق عز وجل وكماله الذي لا ينتهي ، حينها سيحاول أن يجعل الحياة كلها تسير في نفس الاتجاه ،،، سوف يحرص على الجمال في كل شئون الحياة ...!!

هذا دين الجمال والكمال ، وتأمل في حياة الأفراد والمجتمعات التي التزمت منهج الإسلام ، نستطيع القول بأنها خلقت واقعا مثاليا ، أو جعلت المثالية واقعا .
هذا خلق الله عز وجل ، بلغ غاية الكمال وغاية الجمال ، ويريد القرآن منا أن ندرك هذا الجمال ، والله سبحانه وتعالى يعرف خلقه بذاته العلية من خلال هذا الجمال .... هل ينسبُ غيرُ جميل ـ من قول أو فعل أو فكر ـ بعد ذلك إلى الإسلام ....؟؟!!!

" وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ .... " ... وتأمل في هذه المصابيح المتناثرة التي تتزين بها السماء ، إنها تقوم بمهمة العقاب تلاحق من يسترق السمع ..... إذا كان هناك من يؤذي الحق ويعبث بقيم الخير والجمال ، فهل نُضحي بهذه القيم ، كي لا يُسَاء استغلالها .....؟؟؟؟

ليس من العدل مع سائر الخلق أن يفسد جمال الكون وروعته لأن هناك من يسيئون استغلاله ، وليس من العدل أن نقضيَ بالظنة لأن هناك من يسيئون استغلال العدل والحرية ، بل تبقى القيم الجمالية هي الأساس الذي لا يمكن أن يتم التنازل عنه بحال ، ويكون الجمال في السماء الدنيا هو الذي يحمي الجمال والحق الذي تتحدث به الملائكة من وراء السماوات .

".... وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ {5} وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {6} إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ {7} تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ..... "
وعلى ذكر الشياطين تستطرد الآيات في ذكر العذاب الذي أعده الله عز وجل لهم ، وتُتَابع بذكر جندهم ممَّن كفروا بالله عز وجل ... وتتحدث الآيات عن جهنم ، فتعطيك صورة لمخلوق حي ، تسمع صوت أنفاسه من شدة الغضب ، يكاد ينفجر غيظا وغضبا ... لتؤكد الآيات ما جاء في مقدمة المسبحات في الجزء السابق ، من أن كل مخلوق في هذا الكون عارف بالله عز وجل مؤمن به مسبح بحمده ، غاضب لكل معصية وخروج عن منهج الله عز وجل .

" ... كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ {8} قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ {9} وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ {10} "
وتنتقل الآيات إلى داخل جهنم تنقل صورة حية من الحوار الذي يدور الآن في جهنم ، وتتوقف عند هذه القضية الهامة تستعرضها في هذه الآية المحورية في السورة .... " لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ " ... هل كانوا بلا عقل ولا سمع ....؟؟؟

إنه ندم على عدم الاستفادة بهذه النعمة العظيمة التي امتاز بها الإنسان عن سائر المخلوقات ،،، لو أننا أنصتنا إلى صوت الحقيقة وأعملنا عقولنا فيما نرى ... إنها كارثة الاستسلام للمألوف ورفض النظر والبحث والتأمل والتعلم .... تلك التي تبتلى بها الأمم في عصور الإرهاب الرسمي ، فتستلم لما تؤمر به وتطيع كأنه نص مقدس ، أو تبتلى بها الأمم المترفة ، فلا تتأمل في سنن الكون ولا تبصر العاقبة .

" فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ {11} " .... لو كنا نسمع أو نعقل .... ذنب يستحق كل هذا العذاب ، وهذا الغضب الذي تمتلئ به جهنم ... ؟؟؟؟
وينتهي الحديث عن جهنم بهذه الآية ، وكأنها تطوي ذكرهم إلى النسيان ، وتتجاهل أمرهم .... لهم السحق و الطرد والإقصاء في استمرار أبدي ...

وعلى عادة القرآن في المقابلة بين مشاهد يوم القيامة ، تنتقل الآيات تُحَدث عن المؤمنين ، الذين يخشون ربهم مع أنهم لم يروه ، ويخشونه أيضا بينهم وبين أنفسهم وهم في خفية عن أعين الناس ...
" إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ " ... وتسارع الآيات تبشر بالمغفرة قبل أن تبشر بالأجر ، إذ أن المفغرة هي الهم الأول للمسلم ... وتأمل في هذه الرحمة وهذا العدل الإلهي ، إذ يأتيهم الأجر كبيرا ، كما اتهموا في الدنيا بالضلال الكبير ، مع الفارق بين كبير يعنيه البشر ، وكبير يعدُ به رب البشر .

وهنا لطيفة في الآيات ... إن الآيات تلوم من أهملوا العقل والنظر والتدبر ، وتمدح من آمنوا بالغيب ...!!!
ننقل مقولة العلماء .." نعم للعقل في الاهتداء ، ولا للعقل في الاكتفاء " .
العقل هو طريق معرفة الله ، بل إن العقل حاكم على صحة نسبة النص إلى الله ورسوله ... لكن العقل وحده لا يكفي ، لأن العقل يقرر وجود الغيب أو مالا تدركه الحواس ، والغيب لا يعلمه إلا الله ولا يخبر عنه سواه ... وهكذا توازُنُ الإسلام .
- - - -
الآيات من أول السورة تعطيك إيحاء بأن الأحداث واقعة الآن ... حاضرة مستمرة .
لكن ربما لم تتأثر بها بعض النفوس حتى الآن ، ولم تبال بهذه السماء البعيدة ، ولم تستوعب حتى الآن يوم القيامة ، وربما لا تزال تتردد في الإيمان بالله عز وجل .

وهنا تنتقل السورة إلى كل ما يحيط بالإنسان ، بعد أن تبدأ من داخله ...
" وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {13} أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ "
فتمس الفطرة الكائنة في داخل كل إنسان ، لتجيب في إقرار بأن خالق النية والضمير لابد أن يعلم ما تتحرك به النية ويخفيه الضمير ، ولتنبه المسلم إلى إصلاح ذات الصدور ، وإحسان ما في النية والضمير كجزء من إحسان العمل الذي كلف به .

" هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ {15} أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ "
ثم تنتقل الآيات تتحدث عن الأرض التي يقف عليها الإنسان ، ليتدبر فيها وليتأمل كلما اتسع علمه وتطورت أدواته ، من ذلل هذه الأرض كما تُذلل الدواب .... ومن ضبط جاذبيتها ، ومكانها ، ودورانها ، ومياهها ، وبسطها ، وهيأها بكل ما يتحدث به العلم الحديث من اتزان دقيق في الخلق ، لو زاد أو نقص بأقل قيمة ، لانتهت الحياة على الأرض ...!!!

ثم هو مع كل هذه النعمة ، هل أمن مكر الله حتى سار في غيه ... من يحفظ الأرض من الخسف والموران ..؟؟

" أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ " ... فستعلمون ، كأن الأمر قد أوشك على الوقوع ...!!!!
تمسك الآيات بهذه الريح الرخاء المبشرات ، وتنبه إلى هذه النسمة الصافية التي تبعث في النفس السرور .... من هيأها على هذا الجمال ، ومن منعها أن تنقلب إعصارا لا يبقي ولا يذر .....؟؟؟
من أمنك أيها الإنسان من كل هذا ...... والأمان الذي تستنكره الآيات هو الأمان الذي يعني الغرور والغفلة عن الله عز وجل ، وليس الأمان الذي يعني الاطمئنان إلى رحمة الله ورعايته .
فالآية تهز هذه النفوس اللاهية التي تمضي في غيها ظانة أنها بذاتها وبقدراتها الخاصة سيدة في هذا الوجود ، تنسى من وهبها القدرة والعلم ، وهيأ لها أسباب الحياة ....
تذكرنا الآيات بهذه الحقيقة الأبدية ... أن الإنسان لا يزال عالما قادرا آمنا طالما هو في حفظ الله ورعايته ، ولو تخلت عنه يد الله ورحمته للحظة ، لكانت أسباب الحياة التي اغتر بها من دون الله هي أسباب هلاكه ... فيأتيه الهلاك من مأمنه .
وينتهي هذا التهديد بمثل من القرون الغابرة ...
" وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ "
- - -

لا تزال السورة تتجول بك في رحلة التأمل ...
" أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ "
أولم يروا ... يستنكر القرآن ، ألم يتأملوا في هذا الروعة ، كيف لم تأخذ هذه المشاهد بأبصارهم ، ولم يتأملوا ببصيرتهم .... كيف لم يتأملوا هذه العظمة والجمال ، والطير يسبح في الهواء في يسر وسهولة ، مهما ثقل وزنه ... أسرابا وأفرادا ... يتحركون في صعود وهبوط ، كأنهم في استعراض جماعي .... ثم امتلك الإنسان نفس القدرة تقريبا .... تدبير من وخلق من ... ؟؟؟

وتأمل في الآيات وهي تتخير اسم " الرَّحْمَنُ " .... ليس وراء ذلك سوى الرحمة ، الله رحيم بعباده وخلقه ، يريد أن يخفف عنهم ، ترى ... ماذا يفعل بعذابنا إن شكرنا وآمنا .... ما أجملك ربي ، وما أعظمك ، وما أكرمك ، وما أرحمك بخلقك .... وتستمر الآيات في التأكيد " إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ " ... إن الرحمة مستمرة أبدا ، ورعاية الله لخلقه لا تنقطع .

" أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ "
" أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ "
وتعود الآيات تمس القلوب ، وتخاطب الفطرة لتجيب أن لا ناصر إلا الله ولا رازق سواه ... الرزق بمعناه الحقيقي ومدلوله الواسع ، الماء ، والهواء ، والغذاء ، والمال ، والأولاد ، والعلم ، والقدرة ، والحركة ، والعمل ، والذكاء ، والإبداع ، والحكمة ... رزق الأمم ، والأفراد ... رزق النبات ، والحيوان ، مهما علا في السماء ، أو غاص في ظلمات الماء ....
أي نفوس هذه ... عالة على الله في كل شيء ، ثم هي تصعر له خدها وتمضي معرضة عن مراد الله ... إنها نفوس منكوسة الفطرة ، حتى في ظاهرها ... خلقها الله عز وجل تمشي على قدميها ، فمشت على وجوهها ...
" أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " ...

وتعود رحلة التأمل ثانية إلى الإنسان ، هذا الذي شاء الله عز وجل أن يجعله أعلى المخلوقات وأرقاها ، وسخر له الكون ، هذا المخلوق الذي لا تنقضي عجائب الله عز وجل فيه .
" قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ "
ليتأمل كل إنسان في ذاته ، كيف يسمع ويبصر ويفكر ، كيف تتحول اللقمة التي يأكلها إلى خلية تسمع أو تبصر أو تعقل .....

السمع والبصر ... أدوات التأمل والتدبر والتعلم والابتكار والإبداع ... والفؤاد ،، وسيلة الإدراك في الإنسان ، هذا السر الذي ميز الله به الإنسان عن سائر المخلوقات ، وحمل به الأمانة التي أشفقت منها السماوات والأرض والجبال ... قليلا ما تشكرون ، ليستشعر المؤمن الحياء والخجل ، ولا يفارقه أبدا شعور التقصير في حق المنعم المتفضل جل في علاه .
هذا خلق الله عز وجل ، وهذه قدرته وعظمته ورحمته ، ثم الحياة إلى انتهاء ... " قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ " ... وتطوي الآية ذكر الموت لتصل إلى يوم الجزاء ، ليتحقق ما بدأت به السورة ، وقد انتهى الابتلاء ليـُعلـَم من هو أحسن عملا .
وتأمل في هذه الحياة القصيرة جدا ، تطويها الآية في كلمتين ما أن بدأ الذرء حتى وقع الحشر ....!!!

ويوم القيامة واقع لا محالة ، أمر حتى يقره العقل ، فلا يمكن أن تنتهي الحياة عبثا يستوي فيها المحسن والمسيء ، والظالم والمظلوم .... " وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {25} قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ "

لكن هناك من يشغل نفسه بما لا علم لأحد به سوى الله جل في علاه ... وانظر إلى الآيات تصور حالهم ، قد أضاعوا عمرهم بلا فائدة حتى أتاهم العذاب ... " فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ " ... لقد جاء العذاب فعلا ، وأتاهم النداء ساخرا كما كانوا يسخرون من النذير المبين في الدنيا ... هذا ما كنتم تستنكرون وقوعه وتسخرون منه .... ولا ملجأ ولا مفر ...

بعد كل هذه الآيات التي حدثت عن نعم الله ورحماته ، واستنهضت العقول ، ولامت وأنبت ، وهددت الغافلين ،،،، لا يزال هناك من يرفض الإيمان بالله عز وجل ، بل ويضيق صدره بأهل الإيمان ، ويظن أنه لو هلك أهل الإيمان فإن هذا سبب للعفو عمن كفر وأعرض ، وهنا يأتي الرد المنطقي على هذا التفكير الساذج ...
" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " ... وهذه التسوية التي تطرحها الآية ليست واقعة بحال ، بل هي توضيح لهذه الحقيقة ... أنك أيها الإنسان مسئول عن نفسك وعن رسالتك ، لو هلك أهل الإيمان ولم يبق سوى أهل الباطل ، فليس هذا مبررا يعفيك من المسئولية ... ولو تتابعت الرحمات على قوم ، فليس ذلك مبررا أيضا أن تنال منها حظا دون أن تستحق ....
وتأتي الآية لتؤكد أن هذه التسوية ليست واقعة أبدا ، وإنما هو فريق مؤمن ، يعلن إيمانه ويفوض أمره لله عز وجل في ثبات وعزة ، وفريق بَيّنُ الضلال والهلاك ... " قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " ...

وتأمل في أدب الدعوة الذي ترسمه آيات القرآن الكريم حين لا تخاطبهم قائلة " فمن يجيركم من عذاب أليم " ، ولا قائلة " فستعلمون أنكم في ضلال مبين " ... إن الاتهام المباشر والتهديد الصريح ، ربما يستتبع في كثير من الأحيان عناد الطبيعة البشرية وجهالتها ، فتأخذها العزة بالإثم ... لكن القرآن الكريم بكل شفقة ورحمة يترك لهم الفرصة كي يتراجعوا في كبرياء .

وأخيرا تنتهي السورة بهذه الآية الجامعة ... " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ " ... فتظل تتردد في الآذان تاركة في نفسك كما هائلا من المعاني والتساؤلات ...
فهذه قدرة الله عز وجل في خلق الماء ، وهذا ملكه لا يتصرف فيه أحد إلا بإذنه ، وهذه هيمنته على الخلق ، وهذه رعاية الله عز وجل لخلقه ورحمته بهم في سبب الحياة الأول ..الماء ..
وهنا عتاب رقيق لكل مقصر يتذكره مع كل شربة ماء ، وهنا أيضا تهديد شديد لهذه الأنفس القاسية المعرضة عن منهج الله عز وجل ...
ويتردد السؤال ،،، فلو أصبح الماء غورا ، ولو سارت الأرض جامحة في الفضاء ، ولو ذهبت روعة السماء ، ولو أخذ الله السمع والبصر والفؤاد، ولو .... ولا تنتهي التساؤلات ، ولا مفر من إجابة واحدة يقر بها العبد المؤمن في خشوع ... الله رب العالمين ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة الملك ( على قدر التأمل يكون الإيمان )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة التحريم ( واجب المسلم نحو أهله )
» سورة الفاتحة ( أم الكتاب )
» سورة الممتحنة ( الحب لله والبغض لله )
» سورة الطلاق ( عظمة هذا الدين )
» الأحكام الشرعية في سورة البقرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مسجد نور بالطويلة  :: الفئة الأولى :: القرآن الكريم-
انتقل الى: