تعريـف المذهـب الفقهـي

تعريـف المذهـب الفقهـي :

أ - المذهب في اللغة هو الطرق و المسلك.

ب - وفي الإصطلاح الفقهي : أطلق في بداية ظهور المدارس الفقهية الكبرى على ما ذهب إليه إمام من الأئمة من الأحكام الإجتهادية ليطلق غما بعد على ما قاله الإمام هو و أضحابه على طريقته و نسب إليه مذهبا لكونه يجري على قواعده و أصله الذي بنى عليه مذهب و ليس المراد ما ذهب إليه وحده دون غيره من أهل مذهبه.

تعريـــف الفقه :

أ - الفقه في الأصل اللغوي معناه فهم غض المتكلم من كلامه.

ب - وفي الإصطلاح : هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية ، قال الإمام أبو حامد الغزالي < الفقه عبارة عن علم و الفهم في أصل الوضع ، يقال فلان يفقه الخير و الشر أي علمه وهمه ولكن صار بعرف العلماء عبارة عن العلم بالأحكام الشرعية الثابتة لأفعال المكلفين خاصة

ومما سبق يتضح ان الفقه علم مستنبط بالرأي و الإجتهاد و يحتاج ه إلى النظر و التامل و ان المذهب الفقهي هو مجموعة الآراء و الأحكام التي توصل إليها الفقهاء داخل المدرسة الفقهية الكبرى و إعتمدوا على واعد و ضوابط و أسس إعتمدوها في الإجتهاد داخل مدرستهم.

ظهـور المذاهـــب الفهيــة :

بعد الفتوحات الإسلامية الكبرى شرقا و غربا ودخول امم عددة إلى الإسلام و ترق الصحابة في الأمصار إزدهر الفقه و التشريع تبعا للإزدهار الحضاري و الثقافي و السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي وهكذا فبعد نشأة الفقه الإسلامي أيام لرسول صلى الله عليه و سلم ودور شبابه في عهد الصحابة وكبار التابعين جاء دور النضج و الكمال في القرن الثاني الهجير وذلك بظهور المذهب الفقهية وفي مقدمتها المذاهب الأربعة الكبرى حيث كان لزاما على الفهاء المجتهدين والمتفرقين في الأمصار الإسلامية أن يتصدوا للإجتهاد و الإفتاء.

أصحــاب المذاهـب الفقهيـــة :

أ - مالك بن انس.

ب - أبو حنيفة.

ج - محمد بن إدريس الشافعي .

د - أحمد بن حنبل.

أسبـــاب الإختــــلاف في الإجتهــاد الفقهـي :

إن الظروف الثقافية التي تحيط بالمجتهد أثناء الإجتهاد لها كبير الأثر فيما يصدر عنه من إفتاء و لهذا يمكن التاكيد على ان أسباب الإختلاف بين الفقهاء في الأحكام الإجتهادية ليست أسبابا شخصية بقدر ما هي أسباب علمية محضة راجعة إما إلى اللغة أو طرق الرواية السنن او الواعد الأصولية وضوابط الإستنباط في كل مذهب.

أ - أسباب تعود إلى اللغة :

وذلك كان ترد في النص كلمة من قبيل المشترك أي الكلمة قد يكون لها معتيان كالقرء في قوله تعالى < و المطلقات يتربصن بانفسهم ثلاثة قروء > فحمل الحجازيون القرء على الطهر ، وحمله العراقيون على الحيض وقد تردد الكلمة بين معنين احدهما حقيقي وحملها الحناف على السجن وهو المعنى المجازي وكذلك الأبوان في أية الموارث حيث قال البعض إن الجد أب لذا فهو يحجب الإخوة مطلقا.

ب - أسباب تعود إلى رواية السنن : ذلك انه :

- قد يصل الحديث مجتهد ما فيفتي بمقتضاه ولا يصل إلى مجتهد يتي بمقتضى أية أو قياس.

- قد يصل ؟أحيانا الحديث إلى المجتهد و لنه يرى يه علة تمنعه من العمل بمقتضاه و يصل إلى مجتهد اخر بطريق أخر فيعمل به.

-قد يصل الحديث كاملا من حيث اللفظ إلى مجتهد و يصلإلى مجتهد أخر وقد سقطت منه بعض ألفاضه.

- وقد يروى الحديث بالمعنى فيقبله البعض ويرده البعض.

جـ - أسباب تعود ألى قواعد الأصولية وضوابط الإستنباط في كل مذهب :

ذلك أن إختلاف الأدلة ودرجاتها من مذهب إلى آخر ، ورغم ذلك فأن الإختلاف بين المذاهب الفقهية الأربعة امر مشروع :

- لأن لكل من المختلفين دليلا يصح الإحنجاج به.

- لأنه وارد في الفروع دون الأصول حيث إن أصول الشريعة متفق عليها من طرفجميع الأئمة المجتهدين ولا مجال للإختلاف فيها.

- لأنه مظهر من مظاهر النظر العقلي له أسباب منهجية و موضوعية وهو امر يبعده عن الخلاف الذي يعبر عن مظهر الهوى و التشنج و العناد.